زهير عبدالله - كاتب
ـ لماذا وصل الأخرون في الهند والصين واليابان وماليزيا إلى ما وصلوا إليه من تقدم ولم نصل نحن العرب .
ـ وهذه الدول خرجت من العهد الاستعماري القديم بنفس الوقت الذي خرجنا منه تقريباً.
ـ بل أن اليابان خرجت محطمة معنوياً واقتصاديا وسياسياً كونها تلقت أول ضربة نووية على ناغازاكي وهيروشيما .
ـ ومع ذلك فإن اليابان انتقلت من مرحلة اليأس إلى مرحلة الفعل بسرعة مدهشة تستحق الاحترام والتقدير وتحولت إلى قوة منتجة علمياً واقتصادياً حتى أصبحت اليابان معجزة في الإقتصاد والتكنولوجيا مع أنهم مستهدفون مثل العرب ، لأن أمريكا ستبقى إلى ما لانهاية ستعيش كابوس [ الثأر الياباني ] المعرض اللإنطلاق .
ـ والهند رغم حالة تعدد العرقيات فيها وحالة الفقر الشديد تتقدم إلى الأمام علمياً واقتصادياً متحدية كل الصعاب .
ـ وباقي الدول كذلك نهجت منهج الفعل وحققت شيء من طموحاتها وبقينا نحن العرب نراوح مكاننا [ لماذا ]
ـ لأن البيت المنقسم على نفسه .
لا يمكن أن يواجه الأخرين بقوة ، علينا أن نفعل لأنفسنا المكانة اللائقة لنا رغم كل الصعوبات .
ـ علينا أن نستوعب بعضنا بعضاً و أن يقبل الواحد منا الأخر وأن تنتهي أزمة العلاقة بين الحاكم والمحكوم لأن القاعدة الطبيعية هي أن الحكومة من الشعب
- أن الحلقة المفقودة في العالم العربي هي استيعاب الرأي الأخر واحترام الأخر على مستوى الأفراد وعلى مستوى العلاقة بين الدول العربية.
ـ علينا أن نتخلص من نفاق الشعوب للحكام وتقديسهم ورفعهم إلى درجة النبوة والإلهام [... ..........الخ ؛]
ـ فالعرب في العراق رؤى صورة حسن البكر على وجه القمر وصورة صدام على وجه القمر وفي مصر رؤى صورة عبدالناصر على وجه القمر وفي سوريا حدث ولا حرج على النفاق قبل الثورة - وفي بريطانيا رأى البريطانيين [ شرابات ] رئيس الوزراء فيها [ ثقب ] وشتان بين الرؤيتين .
ـ علينا نحن العرب الثقة بأنفسنا أكثر وأكثر والحاكم الذي لا يأتي بهداية موسي، له عصا فرعون وسيف الأصالة والنخوة العربية.
ـ لتنتهي أزمة التعصب والتسلط والتطرف على الجميع الأصعدة وليظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فعندما يكون هناك استيعاب متبادل في جو حر ديمقراطي، يتعرى التطرف وتفقد القوى الأجنبية الخيط الرمادي الذي تمسك به وتخنق العالم العربي.
ـ بهذا الخيط الرمادي نشبت الحروب الأهلية الطاحنة في الوطن العربي سابقاً والأن ولاحقاً .
ـ فلماذا لا نملك الجرأة نحن العرب على سماع بعضنا البعض وجهاً لوجه ودون تدخل وحماية أجنبية.
ـ ألسنا أخوة في الدم واللغة والمواطنة والأرض.
- أليس الأخ أرحم وأشفق أحرص على مصلحة أخيه من التدخل الأجنبي [ ألا تستطيع الدول العربية حل أي خلاف ضمن القطر الواحد أو على المستوى العربي، تستطيع ولكن الإدارة السياسية مفقودة.
ـ أما أن الأوان أن تعلم الحكومات العربية أن وقت التغيير حان و يتوجب عليها التخلي عن النرجسية والعودة إلى الصواب لحل جميع المشاكل. والجواب برسم الحكومات القائمة
ـ فمذ ستين عاماً والخطاب العربي السياسي أن العرب أمة معتدى عليها من إسرائيل وأنها تتعرض لمؤمرة من قوى الهيمنة العالمية وعلينا المواجهة .
ولكن الحقيقة لا يوجد مواجهة بل يوجد مواجهة إعلامية واعلام كل قطر يظهر نفسه وقائده على أنها [ الفاتح الأعظم ] وأنه هدية من السماء للأمة العربية
أما على المستوى العلمي خلال ستين عاماً:
فإن كشف حساب المنجزات العلمية العربية بالمقارنة مع دولة مثل اليابان لا يرتقى لمستوى
[ الصفر ] ولو كان العرب اهتموا بالبحوث العلمية على مدى نصف قرن لكان حالنا أفضل الأن ولكان العلماء اخترعوا لنا أشياء لا تخطر على البال وتفوق التصور وهذه الأشياء هي التي تكف هيمنة القوى العظمة عنا وتنهي الاعتداءات الإسرائيلية علينا .
ـ القوة تجابه بالقوة : قوة علمية في مواجهة قوة علمية
ـ عندما أمتلكت الباكستان الأسلحة النووية أصبح توازن بينها وبين الهند و أصبح منهج السلام أقوى من منهج الحرب .
ـ على مدى ستين عاماً:
غادر العلماء والمبدعين والمخترعين الوطن العربي نتيجة يأسهم وعدم منحهم الفرص للعمل في مجالاتهم ، فاتجهوا إلى أمريكا والغرب لتقدم لهم كل ما يريدون وأن خيرة المخترعين والمبدعين والعلماء الذين تمتلأ بهم مؤسسات امريكا والغرب العلمية هم من العرب والعالم الثالث
ـ إن بقاء حالة الإهمال العلمي والتعلل بعدم وجود الإمكانيات المادية هي عوامل غير منطقية وغير مقبولة، فلو تم تخصيص [ واحداً بالألف ] من عائدات النفط للبحث العلمي لكفى لتمويل العلماء.
ـ أن فئة المخترعين والمبدعين والعلماء هي التي تبني التقدم وهي التي تصنع التطور ليصبح لدينا بنية تحتية علمية قوية
وأنه لشيء مؤسف أن نبذل الجهد و الثروة الطائلة لشراء التطور العلمي من الغرب المصنوع أصلاً بعقول أبناءنا .
ـ وعلى مستوى التنوير الثقافي.
فليس المستوى المطلوب وليست الفضائيات هي التنوير الثقافي المنشود بل هناك الكتاب العلمي وأجهزة الكمبيوتر الذي هي الأساس للارتقاء الثقافي لأي أمة.
ـ في إحصائية لمنظمة اليونسكو عام 1996 توضح الهوة الشاسعة التي تفصل بين العرب والعالم المتقدم.
ـ الوطن العربي حين ذاك كان عدد سكانه 250 مليون نسمة يصدر سنوياً 6759 إصدار
ـ أسبانيا وحدها البالغة 39 مليون نسمة حنذاك تصدر سنوياً 41816 إصدار
ـ ومعظم الكتب المؤلفة في الوطن العربي في مجالات الدين والسياسة والأدب والتاريخ والسيرة الذاتية لأبطالنا الأشاوس أصحاب الهمة العالية الذين ضيعونا وجعلونا أخر الأمم.
أما الكتب العلمية فحالها يرثى لها
ـ إن عدد الكتب المترجمة إلى العربية في الوطن العربي منذ عهد الخليفة المأمون وحتى يومنا هذا لا تتجاوز عشرة ألاف عنوان أي يساوي ما ترجمته البرازيل في أربع سنوات
ـ لقد سلكت الأنظمة العربية على مدى ستين عاماً مسلك الإدارة الفاشلة وتفسير للأحداث كالمثل القائل [ وفسر الماء بعد الجهد بالماء ]
وهذا ما يريده أعداءنا، أن نبقى ندور في فلك الكلام والأحلام الى ما لا نهاية وهم يحفرون لنا خنادق اليأس ويروجون لنا دعاية العجز،
ـ والأن لم تعد الشعوب العربية منقادة بل أصبحت قائدة لكل أمورها ولا يتوهم أحد في هذا التخبط الحاصل الأن
- إن الشعوب العربية لأول مرة منها من تذوق طعم الحرية ولابد من وقت لتستقر الأمور وهذا ليس بالشر بل هو خير وأمر طبيعي وإذا راقبنا حال الدول المتخبطة الأن سنجدها بعد بضع سنين من الدول المتقدمة .
ليست هناك تعليقات