العنف ضد المرأة - صحيفة ديوان الأنباء
Select Menu

f

Feature

أخبار العالم

عجائب و غرائب

الأسلام و الحياة

علوم و تكنولوجيا

سياحة و سفر

أخبار الاقتصاد

منوعات

«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

 بقلم زهير عبدالله                    
رغم ما يعيشه انسان اليوم في عصر الانفتاح العلمي والاعلامي والثقافي وعصر العولمة والتقدم في كافة المجالات إلا أن هذا كله لم  يؤثر في البشرية كلها لترتقي إلى السلام والرفق والمحبة والالفة التواضع وكأن النفوس الضعيفة تعود قرونا إلى الخلف لتتشرب من مظاهر وطباع الهمجية والجاهلة وكان الحاضرهوالماضي لكن القناع يختلف:  
وموضوعنا هو العنف ضد المرأة :
فالعنف ضد المرأة موجود في كل مكان وزمان لكن تختلف درجة شدته وقبوله من مجتمع إلى اخر وغالبا يزداد العنف في البيئة ذات المستويات المعيشية المتدنية والعكس صحيح والعنف يرتبط بشبكة من العوامل الإجتماعية  والإقتصادية والثقافية والسياسية العرقية والأثنية ، تتقاطع فيما بينها لتولد الأسباب المؤدية للعف ضد النساء والداعمة له.
تشخيص أسباب العنف:
1ـ الخطاب الدنيي المشوه : الذي يطلقه علماء اللامعرفة حيث يأتون بأحاديث موضوعة وقياسات لا تمت للإسلام بصلة .وتفسير للآيات الكريمة بما يتناسب مع الموروثات الإجتماعية السائدة
وأول الاستدلالات الخاطئة موضوع القوامة
فقد جمل الله القوامة للرجل إذ كان أهلاًًَ لها ولا يعني أفضلية الرجل على المرأة ولا فضل للرجل في الإنفاق على زوجته كما يقول إبن كثير         
لأن هذا من واجبات القوامة والقوامة لا تعني قهر المرأة واستعبادها وإسترقاقها وممارسة كل أنواع العنف ضدها وليس كل الرجل أهلاَ للقوامة . فالمعتوه والمجنون والسفيه والمشلول شللاًَ
 كاملاً والمصاب  بمرض الزهايمر ومدمن المخدرات والمسكرات والقاتل والسارق هؤلاء غير مؤهلين للقوامة وعندها تصبح القوامة للمرأة وقد أعطى الخطاب الديني قداسة مطلقة لقوامة الرجل واخذ بتفسير خاطئ  للأية الكريمة [ واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن وأهجروهن في المضاجع وأضربوهن ] فأعطى لـ [وأضربوهن ] معنى الضرب البدني ، مع أن لكلمة الضرب معاني كثيرة في اللغة منها [المفارقة والترك والإعتزال ] وهذا المعنى يتفق مع سياق الأية وتؤثره السنة النبوية حين فارق الرسول [ص] بيوت زوجاته حين نشب بينه وبينهن خلاف ولوكان الضرب بمعنى الأذى الجسدي لكان الرسول [ص] أول من طبقه .والأيات الكريمة [ وعاشروهن بالمعروف] ،[ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ] أية [ أمساك بمعروف أوتسريح بإحسان ] هي  كافية لتصيح الخطاب الديني ليعود إلى أصله
2- التربية والعادات والتقاليد الاجتماعية الموروثة: وأهمها التربية. والتى يكون الإنسان [ذكر وأنثى] ضحيتها فسيلك مسلك العنف دون دراية خاطتاُ إذا كان على قدر ضئيل من التعليم والثقافة والمسؤولية الأولى تقع على العائلة التي تربي أولادها منذ الصغر على العنف دون دراية للعواقب المستقبلية والعنف ليس من الرجل فقط بل من المرأة أيضاً [ إذا أردنا الموضوعية هناك نساء أعنف من الرجال ] وليس بالضرورة أن يكون العنف جسدي ، هناك العنف اللفظي والعنف السلوكي وتقع المرأة ضحية هذا العنف باستقدامه من بيت اهلها الى بيت زوجها أي أنها تظن أن الحياة هكذا يجب أن تكون لأنها رأت أمها تمارس هذه الأفعال العنيفة ....الخ] وهذا يرجع إلى الجهل العام فلا تعرف المرأة وجباتها ولا تعرف حقوقها  ونعود لتحميل المسؤولية للرجل الذي هو الأب المتقاعس في تربية أبنته وإفهامها واجابتها وحقوقها بالطرق التربوية الدينية والأجتماعية  وتهيئة المناخ المناسب للتعليم وعدم حرمانها من ادوات المعرفة. وهذه اللامبالاة في التربية تصبح عامل مساعد للرجل لاستخدام العنف ضد المرأة فتصبح المعادلة إما إمراة مقهورة مسلوبة الإرادة غير متزنة لواجهة الحياة وتسقط ضحية أول مشكلة تواجها في الحياة خارج بيت زوجية العبودية . وطرف المعادلة الثانية: تكون المرأة عنيفة والرجل عنيف فتصبح المعادلة العنف بالعنف وكلاُ طريقته. لينشئ جيل جديد غير متزن.
وقد استطلعت أراء النساء في هذا الموضوع [ تقول السيدة أم حسام - فلسطينية – جامعية – ربة منزل ] برأيي المرأة يمكن أن تكون سبب رئيسي في العنف الذي يمارسه أي رجل.  فالمرأة هي التي تربي الرجل وخاصة في مجتمع غاب عنه الكثير من الرجال أو تغيبوا عن تربية أولادهم بسبب الاضطرار للسفر أو للعمل لساعات طويلة لكسب لقمة العيش. فمن المعروف في علم النفس أن الأطفال يحاكون ردات الفعل والتصرفات التي يقوم بها آباؤهم .  وبما أن المرأة هي من يجالس الأطفال في أغلب الأوقات فأغلب الأطفال يحاكون تصرفات أمهاتهم. فإذا كانت تصرفات الأم عنيفة تجاه الأطفال بالقول أو بالفعل ستبدأ مرحلة العنف عند الأطفال إذ أن الطفل سيبدأ بممارسة العنف على من هو أضعف منه كإخوته الصغار أو أقرانه الأضعف منه حتى يصبح العف اعتيادياً لدى الطفل.وبالتدرج سيستمر بممارسة العنف كلما سنحت له الفرصة حتى يكبر ويصبح راشداً فيمارسه على من هو دونه بالقوة كمرؤوسيه بالعمل وزوجته وأطفاله . وهكذا يورث العنف ويصبح شائعاُ في مجتمعاتنا وغيرها من المجتمعات- برأي الإصلاح أو الفساد يبدأ من المرأة وطريقة تربيتها لأولادها فهي إما تربي رجلأً معنفاً مقهوراً يمارس العنف على كل من حوله أو تربي رجلاً صالحاً متزناً يحترم المرأة بسبب  احترامها له هي أولاُ . وإما أن تربي أماُ تمارس العنف على اطفالها كما مارسته هي نفسها – او تربي اماُ  واعية قادرة على أن تربي أطفالها بشكل صحيح ومتزن كما ربيت هي عليه
3ـ الوضع الاقتصادي الصعب : متطلبات الحياة من سكن ونفقات الأسرة الكثيرة والضرورية تضغط على نفسية الأنسان وخاصتاً الرجل حيث يرى الاحتياجات أي الصادر أكثر من الوارد بكثير ، فتجعل الرجل يصب جام غضبه على زوجته ،وخاصتاً المرأة الغير عاملة ولاتستطيع الأنفاق على نفسها والمساهمة في أحتياجات الأسرة . والعامل الإقتصادي هو العامل الأهم في العنف .
4ـ العنف السياسي:
أولاً: البيئة المحتقنة سياسياً وتمارس فيها الحكومات العنف ضد شعبها عبر أجيال فيصبح هذا العنف ثقافة عامة حيث ينظر الرجل إلى نفسه وكأن رجولته ناقصة دون العنف.
ثانيا: تشجيع الرجل على العنف ضد المرأة من خلال تقاعس الحكومات المحتقنة سياسياً، بعدم إصدارالتشريعات اللأزمة لكبح العنف الأسري بكل صوره .

5ـ العقلية الشرقية التائهة بين تحرير الغرب وتزمت الشرق وتعيش في تناقض مع نفسها وحالة تشتت فكري مع أننا في الشرق نملك كل مقومات حقوق المرأة بدأً من الشريعة الإسلامية إلى الأخلاق الكريمة التى تحض على المحبة والتسامح وعدم إستعباد طرف لطرق ولكن للأسف يكتب عن حقوق المرأة كثير وكثير وتبقى الكتابة النظر يه شيء والواقع العملي شيء أخر فهل لنا بوقفة صدق مع أنفسنا لينتهي العنف ضد المرأة والأسرة ومن ثم المجتمع كله 

صحيفة ديوان الأنباء تشكر زيارتكم
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

ليست هناك تعليقات